الجمعة، 3 أبريل 2020

مراجعة رواية الغموض شيفرة دافينشي لدان براون

شيفرة دافينشي ل:دان براون حسنا مثل كل روايات دان براون إنها تتميز بدقة التفاصيل رغم أنك قد تجد أخطاء في النسخ العربية حيث تكون الكلمة لشخصية محددة تجد هناك خلط في الحوار في بعض المواضع طبعا عملية الترجمة جبارة و الخطأ سمة إنسانية، لنتجاوز هذا و نتطرق إلى بعض النقاط في الرواية لن أفسد عليكم قراءة الرواية بطرح أحداثها هنا لذلك لا تقلقوا.

في البداية الشخصيات تبا إن وصف شكل قاتل الأفراد الأربعة من أخوية سيون يجعله فعلا مخيفا،سبب جريمته سيبقى خفيا و منغمس بالكثير من الإشارات لكن ستعرفون السبب في نهاية الأمر هكذا هو أسلوب دان براون،وصف الأماكن و العمران دقيق دائما كما ستجدون شرحا لبعض رموز الماسونية و فرسان الهيكل و الرابط بينها و بين الكأس المقدسة إضافة الى شرح بعض الأدوات الغريبة لحفظ الأسرار مثل الكريبتكس.

الكريبتيكس

ستجدون شرح بعض الأعمال الفنية ليوناردو دافينشي وفنانين آخرين مثيرا حقا، مثل لوحة العشاء الأخير و الرجل الفتروني أو لا أذكر إسمها بالضبط كما سيتم التطرق إلى بعض الحقائق حول شخصية ليوناردو دافينشي وغيره من الشخصيات البارزة في التاريخ ثم كيف إستطاع بطل الرواية حل الرموز واحدا تلو الآخر حتى توصل إلى السر المخفي.


لوحة العشاء الأخير المرأة التي يشير إليها السهم الأحمر هي مريم المجدلية حسب الرواية

لوحة الرجل الذي ذكرته سابقا

سيتم التطرق إلى بعض الطقوس الغريبة والهمجية بشكل مقرف هذا هو سبب وجود قاعدة ليس كل ما تقرأه صحيح،دان براون في رواية الرمز المفقود وهذه الرواية يجعل الماسونية مثل منظمة عادية تقوم بطقوس عادية تمثيلية فقط و أننا نبالغ في اعتبارها منظمة تعمل ضد كل ماهو خير للبشر،حسنا لست من مؤيدي نظرية المؤامرة لكن يبدو الأمر سخيفا كيف تقتنع الشخصيات بهذا الكلام في حين يجدون أن هذه المنظمات تمتلك سلطة واسعة جدا.

أحد الأبنية الموصوفة في الرواية

شرح علاقة الفاتيكان بمنظمة سيون أو لنقل علاقة المسيحية ككل بهذه المنظمات و الديانات الوثنية سيكون من وجهة نظر ناقصة قليلا لانه سيجمع قول كل الاديان حول المرأة رغم أن الإسلام يخالف أقوالهم، باختصار ستجدون أن الرواية تحاول إظهار الوثنيين بصورة العقل أما الديانات الاخرى فهي محرفة لأن الأصل هو الوثنية و عبادة .... لنترك هذا للقراء كما قلت لن أفسد عليكم القراءة لكن سأشير إلى بعض النقاط من اهمها كيف جعل بطل القصة "روبرت لانغدون" أحد أقرف الطقوس أمرا عاديا و جيدا في باطنه و في نفس الوقت يرى أن التسبب بالألم للنفس لتكفير الذنوب أمر مقرف و متعصب "و طبعا هو كذلك"،جعل شيئا غير مقبول على الاطلاق أمرا عادي بينما يحاول جعل اشياء أخرى أكثر غرابة مما هي عليه سترون أنه دائما يرى أن المنظمات السرية هي منظمات تحفظ أسرارا تضمن بقاء البشرية في النظام و أنها بعيدة عن كل أقوال نظرية المؤامرة، حسنا الأمر هكذا ايضا في رواية الرمز المفقود في النهاية ستجدون أن هذه المنظمات هي فعلا تملك الكثير من الأسرار التي قد تمثل النور للبشرية لكنهم يخفونها و هي مصدر قوتهم نعم أنهم لا يريدون كشفها.

الرواية نالت شهرة واسعة حتى أنها تم إصدارفيلم خاص بها لكن أنصح بقراءة الرواية لأنها فعلا تستحق

صورة من الفيلم الذي مثل أحداث الرواية

علينا دائما الأخذ بقاعدة ليس كل ما تقرأه صحيح هناك الكثير من المغالطات و ستجدون بعض الحقائق التي تبدو غريبة لكنها صحيحة لهذا عليكم بالبحث في كل معلومة تجدونها،في النهاية أنها مجرد رواية أخرى من روايات الغموض التي تحبها فئة كبيرة من الشباب أنصح بها لكن إحذروا ما قد تصدقونه فيها.

يمكنكم تحميل الكتاب بالنسخة العربية إنه مجاني فقط أكتبو العنوان في غوغل و تجدون الكثير من المواقع لتحميله.

الأربعاء، 12 فبراير 2020

مراجعة كتاب العادات السبع الجزء الثالث

العادة الثانية: إبدأ و الغاية في ذهنك.



انطلق الكاتب بشرح عبارة أوليفر ويندل هولمز "إن ما يوجد أمامنا و ما يوجد وراءنا هي أمور صغيرة مقارنة بما يوجد داخلنا" و يقصد أننا نريد ما يتجاوز كل ما لدينا في الواقع ، ثم حاول أن يثير في القارئ الرغبة في معرفة ما سيفعله ليتذكره به الآخرون بعد موته من خلال طلبه أن تتخيل نفسك في جنازتك و ما الذي ترغب أن يقوله الناس عنك بعد موتك مع التأكيد على التركيز التام في هذا الجزء لأجل تحسين فهمك للعادة الثانية.


ابدأ و الغاية في ذهنك تعني الانطلاق و أنت تعرف وجهتك و هدفك و أين أنت الآن و ما الذي تريد الوصول إليه،يجعلك هذا تحدد معايير لحياتك في يومك و الشهر و حتى العام دون أن تخرج عنها،إذا كنت قد تخيلت نفسك في جنازتك ماذا كنت تريد أن يقوله عنك الناس كإبن أو أب أو زوج أو أخ أو زميل عمل أو صديق ما تريد أن يقوله عنك هؤلاء هو تعريفك الخاص بالنجاح في حياتك هي أهدافك التي تريد فعلا تحقيقها،هذا يذكرك بأهمية معرفة طريقك الخاص حتى تصل إلى ما تريد و ليس إجهاد نفسك في طرق خاطئة.


شرح الكاتب في خضم ذلك كيف أن اي ابتكار يبدأ في أذهاننا ثم ينتهي الى الواقع أي انه يتحول من الذهني الى المادي، ثم يجب ان نكون دقيقين في التخطيط لابتكاراتنا و مشاريعنا لاجل ان نطبقها في الواقع المادي مثل التخطيط لبناء منزل او الاهداف التي تريد تحقيقها و الخطط التي تتبعها،ثم ضرورة التحرر من سيطرة الآخرين و الظروف المفروضة علينا بسببهم عبر وضع مبادئ قيم تلتزم بها ثم تضع الخطط و البرامج التي تسير عليها،يعيدنا الكاتب مجددا الى ضرورة تصحيح تصورنا الذهني للواقع اي تصحيح فهمنا للواقع بحيث يتلاءم مع قيمنا و مبادئنا و ليس فهمه بالطريقة التي يفرضها الاخرون علينا.

تحدث الكاتب عن أربعة عوامل هي:القوة_الارشاد_الامان_الحكمة و كيف اننا نتطور أكثر كلما أحسنا استخدامها في حياتنا اليومية و يكون ذلك وفقا لفهمنا الصحيح للواقع المحيط،ثم أهمية أن نكون مستقلين في حياتنا و قراراتنا ليس ان نتركها تتحرك وفق ما تفرضه عليها الاسرة او التقاليد أو العمل أو الاحتياجات مثل المال و غيرها لأن ترك حياتك تتمحور حول شيء منها أو حول الشهرة أو الأعداء أو الأصدقاء سيجعلك في حالة غير مستقرة حيث يمكن أن يتغير شعورك بالأمان بتغير الظروف و من يحيطون بك و ستلقي باللوم عليهم و بالتالي ستكون شخصا متهربا من مسؤولية قراراتك و أفعالك،يقترح الكاتب أن نجعل محورنا في كل قراراتنا هو المبادئ،لأنها ثابتة لا تتغير مهما حدث و كلما كانت مبادئك سليمة و أكثر ترسخا في شخصك كانت خياراتك أوضح و أصح،يكون ذلك عبر كتابة رسالة الحياة و هي تنص على القيم التي يحتكم الفرد بها في حياته،طبعا صياغة هذه الرسالة سيكون صعبا و يحتاج وقتا طويلا ثم قد يتم تعديلها و تنقيحها كل اسبوع او شهر او سنة حتى تلائم الواقع أكثر و تكون قابلة للتطبيق و ليس فقط قيم مثالية.