الأربعاء، 12 فبراير 2020

مراجعة كتاب العادات السبع الجزء الثالث

العادة الثانية: إبدأ و الغاية في ذهنك.



انطلق الكاتب بشرح عبارة أوليفر ويندل هولمز "إن ما يوجد أمامنا و ما يوجد وراءنا هي أمور صغيرة مقارنة بما يوجد داخلنا" و يقصد أننا نريد ما يتجاوز كل ما لدينا في الواقع ، ثم حاول أن يثير في القارئ الرغبة في معرفة ما سيفعله ليتذكره به الآخرون بعد موته من خلال طلبه أن تتخيل نفسك في جنازتك و ما الذي ترغب أن يقوله الناس عنك بعد موتك مع التأكيد على التركيز التام في هذا الجزء لأجل تحسين فهمك للعادة الثانية.


ابدأ و الغاية في ذهنك تعني الانطلاق و أنت تعرف وجهتك و هدفك و أين أنت الآن و ما الذي تريد الوصول إليه،يجعلك هذا تحدد معايير لحياتك في يومك و الشهر و حتى العام دون أن تخرج عنها،إذا كنت قد تخيلت نفسك في جنازتك ماذا كنت تريد أن يقوله عنك الناس كإبن أو أب أو زوج أو أخ أو زميل عمل أو صديق ما تريد أن يقوله عنك هؤلاء هو تعريفك الخاص بالنجاح في حياتك هي أهدافك التي تريد فعلا تحقيقها،هذا يذكرك بأهمية معرفة طريقك الخاص حتى تصل إلى ما تريد و ليس إجهاد نفسك في طرق خاطئة.


شرح الكاتب في خضم ذلك كيف أن اي ابتكار يبدأ في أذهاننا ثم ينتهي الى الواقع أي انه يتحول من الذهني الى المادي، ثم يجب ان نكون دقيقين في التخطيط لابتكاراتنا و مشاريعنا لاجل ان نطبقها في الواقع المادي مثل التخطيط لبناء منزل او الاهداف التي تريد تحقيقها و الخطط التي تتبعها،ثم ضرورة التحرر من سيطرة الآخرين و الظروف المفروضة علينا بسببهم عبر وضع مبادئ قيم تلتزم بها ثم تضع الخطط و البرامج التي تسير عليها،يعيدنا الكاتب مجددا الى ضرورة تصحيح تصورنا الذهني للواقع اي تصحيح فهمنا للواقع بحيث يتلاءم مع قيمنا و مبادئنا و ليس فهمه بالطريقة التي يفرضها الاخرون علينا.

تحدث الكاتب عن أربعة عوامل هي:القوة_الارشاد_الامان_الحكمة و كيف اننا نتطور أكثر كلما أحسنا استخدامها في حياتنا اليومية و يكون ذلك وفقا لفهمنا الصحيح للواقع المحيط،ثم أهمية أن نكون مستقلين في حياتنا و قراراتنا ليس ان نتركها تتحرك وفق ما تفرضه عليها الاسرة او التقاليد أو العمل أو الاحتياجات مثل المال و غيرها لأن ترك حياتك تتمحور حول شيء منها أو حول الشهرة أو الأعداء أو الأصدقاء سيجعلك في حالة غير مستقرة حيث يمكن أن يتغير شعورك بالأمان بتغير الظروف و من يحيطون بك و ستلقي باللوم عليهم و بالتالي ستكون شخصا متهربا من مسؤولية قراراتك و أفعالك،يقترح الكاتب أن نجعل محورنا في كل قراراتنا هو المبادئ،لأنها ثابتة لا تتغير مهما حدث و كلما كانت مبادئك سليمة و أكثر ترسخا في شخصك كانت خياراتك أوضح و أصح،يكون ذلك عبر كتابة رسالة الحياة و هي تنص على القيم التي يحتكم الفرد بها في حياته،طبعا صياغة هذه الرسالة سيكون صعبا و يحتاج وقتا طويلا ثم قد يتم تعديلها و تنقيحها كل اسبوع او شهر او سنة حتى تلائم الواقع أكثر و تكون قابلة للتطبيق و ليس فقط قيم مثالية.